بيان حول الوضع الإنساني في السودان بعد مرور عامين على اندلاع الحرب

قطاع العمل الإنساني

الكارثة الإنسانية تدخل عامها الثالث

بعد عامين كاملين من الصراع المدمر الذي اندلع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أجزاء من العاصمة الخرطوم، لتتسع رقته فيما بعد ليشمل اقليم دارفور واقليم كردفان وولاية سنار وولاية النيل الابيض والنيل الازرق وولاية الجزيرة وولاية نهر النيل والولاية الشمالية وولاية القضارف، يقف الشعب السوداني على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة. لقد خلفت الحرب وراءها دمارًا واسع النطاق، ونزوحًا قسريًا لملايين الأشخاص، وتدهورًا مريعًا في جميع جوانب الحياة. إن الوضع الإنساني الراهن يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية ويتطلب تحركًا دوليًا عاجلاً وحاسمًا.

وعن فظاعة الاوضاع الانسانية في السودان توالت التصريحات لتوصيف ما يحدث من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمتابعين للأوضاع في السودان “أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث”، “تهديد إقليمي”، “حرب يتجاهلها العالم”، “جحيم على الأرض”، “وصمة عار على جبين الإنسانية”.

فيما يلي أبرز ملامح الكارثة الإنسانية:

• النزوح : نزح أكثر من 13مليون شخص قسرًا، بينهم ما يقارب 9 مليون نازح داخليًا و 4 مليون لاجئ عبروا الحدود إلى دول الجوار المثقلة بالأصل. هذا النزوح الهائل يضع السودان في قلب أكبر أزمة نزوح عالمية.

• المجاعة : يعاني قرابة 20 مليون شخص – نصف سكان البلاد – من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويواجهون خطر المجاعة الوشيك. تعطل الإنتاج الزراعي، ونهب المخزونات الغذائية، وارتفاع الأسعار الجنوني، كلها عوامل تدفع بالملايين نحو الجوع.

• انهيار النظام الصحي: دُمرت المستشفيات والمراكز الصحية أو خرجت عن الخدمة، حيث تعمل أقل من 30% من المرافق الطبية بكامل طاقتها. بسبب القتال ونقص الإمدادات والكوادر. الحصول على الرعاية الصحية الأساسية أصبح ضربًا من المستحيل لملايين السودانيين، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض والإصابات التي كان يمكن علاجها.

• انتهاكات حقوق الإنسان: تستمر التقارير المروعة عن ارتكاب أطراف النزاع لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي،واستهداف العاملين بالحقل الإنساني، بما في ذلك الهجمات العشوائية على المدنيين، والعنف الجنسي المروع، والقتل خارج نطاق القانون، والنهب، وتدمير البنية التحتية المدنية. هذه الجرائم تتطلب تحقيقًا ومساءلة فورية، وانهاء حالة الافلات من العقاب.

• تعطيل توصيل المساعدات الإنسانية: يواجه العاملون في المجال الإنساني عراقيل متعمدة وخطيرة في محاولتهم الوصول إلى ملايين المحتاجين. انعدام الأمن، والقيود البيروقراطية، والنهب، كلها عوامل تعيق إيصال الغذاء والدواء والمياه والمأوى الضروري.

• حياة يائسة: يعيش المدنيون في خوف دائم، محرومين من أبسط مقومات الحياة الكريمة. انقطاع المياه والكهرباء، وارتفاع الأسعار، وفقدان سبل العيش، كلها عوامل تدفع بالسودانيين نحو اليأس.

• مستقبل مظلم: دُمرت المدارس والجامعات، وتشتت الأسر، وتأثرت الأجيال الشابة بصدمات الحرب. إن إعادة بناء السودان سيتطلب جهودًا جبارة على مدى عقود قادمة.

نتوجه بنداءنا العاجل إلى المجتمع الدولي والمؤتمرين في لندن ليحث سبل إنهاء الحرب وتخفيف وطأة الكارثة الانسانية:

إن الوضع الإنساني في السودان يتطلب استجابة دولية فورية وحاسمة. ندعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والجهات المانحة والمؤتمرين بلندن وجميع أصحاب الضمائر الحية إلى:

• الضغط لوقف فوري وشامل لإطلاق النار

• اتخاذ الاجراءات التي تضمن وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لمستحقيها

• زيادة التمويل بشكل الذي يتناسب مع حجم الكارثة

• اتخاد آليات وتدابير جادة لحماية المدنيين بما في ذلك دراسة مقترح إنشاء مناطق آمنة.

• دعم مجهودات انهاء الحرب عبر حل سياسي سلمي لشامل

نتوجه ينداءنا لأبناء وبنات شعبنا المكلومين لنعمل سوياُ لانهاء هذه الحرب فهي شر مستطر وليس فيها غالب فالكل مهزوم، كما نتوجه بدعوتنا التي لن نمل من تقديمها للأطراف المتحاربة لوقف الحرب بصورة فورية ودون شروط والعمل على إنهائها بصورة تضمن عدم تكرارها مستقبلاُ لأن السودانيون يستحفون السلام

١٥ أبريل ٢٠٢٥

#نداء_سلام_السودان

#صمود

Scroll to Top